عدد المساهمات : 233 نقاط : 691 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 28/09/2010
موضوع: البابا شنوده ل " الحياه اليوم " الجمعة أكتوبر 01, 2010 7:58 pm
البابا شنودةلـ «الحياة اليوم»: لم أعتذر عما قاله «بيشوى».. وأعربت فقط عن «أسفى» لغضب المسلمين
كتب عمرو بيومى ٣٠/ ٩/ ٢٠١٠
أكد البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، أنه لم يتقدم خلال حديثه مع التليفزيون المصرى قبل أيام، باعتذار عن تساؤلات الأنبا بيشوى، سكرتير المجمع المقدس، حول القرآن، موضحاً أنه أعرب فقط عن أسفه لغضب المسلمين.
وقال البابا، فى حوار أجراه مساء أمس الأول، مع برنامج «الحياة اليوم»، على شبكة تليفزيون «الحياة»: «لم أستخدم كلمة اعتذار، لكنى أعربت عن أسفى لغضب المسلمين».
وأضاف: «من واجبى أن أرضى الجميع، وأعتقد أننى مسؤول عن سلامة مصر والمجتمع الذى نعيش فيه، وأرى أن البلد فيه تيار لا ينبئ بخير، ولابد أن نواجهه بالتوعية والتهدئة ونشر روح المحبة فى قلوب الناس، وشرح ما هى الطرق السليمة التى يلجأ إليها الإنسان الحكيم إذا غضب»، منوهاً بأن هناك إنساناً «يغضب فيدمر ويضر، ويوجد إنسان يغضب فيعالج الأمر بحكمة».
وأشار البابا إلى أنه لم يعط توجيهات داخل الكنيسة بالتزام الصمت تجاه ما يحدث، قائلاً: «أنا أتحدث عن نفسى فقط، وليس معقولاً أن أتصل بكل فرد من المسيحيين، فالناس طباع مختلفة، وعقليات مختلفة، ونحن نقوم بتهدئة الناس، غير أننى أخشى أن هؤلاء يفقدون هدوءهم من كثرة الإثارة، كما أطلب من الغير أن يهدأوا ويساعدوا فى تهدئة الآخرين».
وأوضح البطريرك أن الرابط الوحيد بين كل تلك الأحداث هو عدم المحبة، والرغبة فى الإثارة فقط، منوهاً بأنه وجد مظاهرات فى القاهرة، ثم مظاهرات فى الإسكندرية، وانتقلت إلى طنطا، وقال: «الأمور كلها تطورت فى اتجاه غريب، من هتافات ولافتات إلى مظاهرات واحتجاجات»، مضيفا أن الأمر أصبح يتعلق بسلامة مصر نفسها، فإذا «التهبت المشاعر تحولت إلى مشاعل».
وذكر أن قصة وجود سلاح داخل الكنائس والأديرة غير منطقية، واصفاً الأمر بـ«الادعاءات»، موضحاً أن الموضوع فى الأساس عبارة عن سفينة ألعاب أطفال قادمة من الصين، وقيل إنها سفينة أسلحة قادمة من إسرائيل، معتبرا أنها «ادعاءات تسىء إلى الجهات الأمنية التى تحمى حدودنا»، لافتا إلى أن مثل هذه الأقاويل تجعل الدولة متهمة بالتقصير فى أداء واجبها، وقال: «نحن ننزه دولتنا عن هذا الأمر لأن لديها أعيناً مفتوحة». متسائلاً: «من يقبل أن يقال إن الكنائس والأديرة مليئة بالأسلحة، ثم يعمل على إثارة البسطاء بمثل هذا الكلام؟!».
وأوضح أن ما أثير على لسان المفكر الإسلامى محمد سليم العوا لا يصلح أن يكون بداية حوار، وقال: «المفروض أن يكون الحوار وسيلة للتفاهم، أما الحوار مع هؤلاء والذى يقصدون به زيادة الهوة بين الطرفين، فليس حواراً نافعاً ولا صالحاً، ونحن نتحاور لنتفاهم، لكن عندما يتحول الحوار إلى اتهامات، لا يصبح حواراً صالحاً، وإذا كان الحوار يراد به التجريح فأنا شخصياً ألجأ إلى الصمت، وحتى إذا وجد حوار فيجب أن يتبع فيه الأسلوب الأمثل، فلا يجب أن يكون مكان الحوار هو صفحات الجرائد».
وقارن البابا بين ردود فعل المسلمين والمسيحيين فى حالتى ماريانا «فتاة الإسماعيلية» وكاميليا، زوجة كاهن دير مواس، وقال: «ماريانا إنسانة مسيحية تم النشر فى الصحف أنها أعلنت إسلامها، وكاميليا قيل إنها أسلمت لكنها لم تسلم، ماذا كانت ردود الفعل فى الطرفين مسلمين ومسيحيين». وأضاف: «المسيحيون لم يقيموا ضجة عندما أسلمت ماريانا، لكن المسلمين أقاموا ضجة فى واقعة كاميليا، هذا هو الفرق بين ردود الفعل، ونتحدث هنا عن حالتين عمليتين، فنحن إما قوم يتقبلون الأمر فى هدوء، ويعتبرونه مسألة شخصية، حتى وإن اجتمعوا للاحتجاج، وهناك قوم آخرون يعتبرونه موضوعا وشأنا عاما، بل ويحولونه إلى ثورة وضجة ومظاهرة فيها شتائم وخناقات ولعن ومنشورات».
فى المقابل، وصف الدكتور محمد سليم العوا، حالة الاحتقان الطائفى فى مصر بـ«الفتنة»، مبديا أسفه لما اعتبره تراجعاً من البابا شنودة الثالث عن اعتذاره عن إساءة الأنبا بيشوى للقرآن.
وقال العوا خلال برنامج «العاشرة مساء»، على فضائية «دريم» أمس الأول: «شاهدت البابا شنودة يقول فى قناة (الحياة) أنا لا أعتذر ولست مسؤولاً عما حدث، فهل يعنى هذا أنه تراجع عن أسفه، فلابد أن يكون هناك منطق واحد ولغة واحدة، ولا يقول كلاما لعبداللطيف المناوى على الأولى المصرية ويغيره مع شريف عامر على قناة (الحياة) ويتراجع عن اعتذاره، فهل نطلق على هذا نفاقاً أم تلوناً فى الحديث؟ وأخشى ما أخشاه أن تشتد الفتنة فى مصر».
وشدد العوا على عدم تراجعه عما قاله على قناة «الجزيرة»، موضحا أنه قاله للرد على تصريحات غير لائقة للأنبا بيشوى، مضيفا: «ما قلته لا ينفصل عن شخصى، وكتاباتى كلها تتسم بسمة الاحترام المتبادل بين أهل الأديان، وإذا انقطع هذا الاحترام انقطعت العلاقات وتحول الإخوة إلى أعداء».
وأكد العوا شعوره بالخوف على الأقباط أكثر من المسلمين، مقسماً: «والله إنى أخاف على الأقباط أضعاف أضعاف ما أخاف على المسلمين، ولكن فى النهاية الكل سيخسر والوطن سيهدم لو الفتنة الطائفية استمرت فى توجهها الذى تسير فيه، والذى سيستفيد فى الآخر هو العدو الصهيونى».
ورفض العوا الدعوات المطالبة بمقاطعة الأقباط، مشيرا إلى أن هذا «كلام السفهاء»، متسائلا: «كيف يقاطع المسلم المسيحى، والمسيحى يقاطع المسلم؟ فنحن لا نعيش إلا مع بعضنا، والوطن به مسلمون ومسيحيون، وأرى أن الذين ينادون بالمقاطعة يجب أن يتراجعوا أو يحاكموا من قبل القانون».
وأضاف: «إننا نعيش أزمة طائفية منذ ٣٩ عاماً وليس من الآن، وسيفهم هذه الجملة من يفهمها ولا يفهمها من يريد ألا يفهمها، ولن أوضح أكثر من ذلك»، فى إشارة منه إلى فترة تولى البابا شنودة الكرسى المرقسى.