يوحنا الثانى أسقف أورشليم.والقديس أبيفانوس نهاية القرن 4 وبداية الخامس
السنكسار القبطى
اليوم الثالث عشر من شهر بؤونه المبارك 13 بؤونه
1. نياحة القديس يوحنا أسقف أُورشليم.
1 ـ فى مثل هذا اليوم من سنة 419 م تنيح الأب القديس يوحنا الثانى أسقف أورشليم. وكان قد ترهب فى دير القديس ايلاريون مع الأب الكبير القديس أبيفانوس أسقف قبرص( 1 ) وذاعت فضائله وعلمه، فاختاروه لكرسى أورشليم فى سنة 388 م بعد رسامة القديس أبيفانيوس أسقفاً على قبرص، فضربه العدو بمحبة المال، فجمع مالاً كثيراً وصنع لمائدته أوان من الفضة، وأهمل الفقراء والمساكين. ولما بلغ خبره القديس أبيفانوس، شقَّ عليه ذلك لِمَا كان يعلَمه عنه أولاً من الزهد والنسك والعبادة والرحمة. ونظراً لصداقتهما القديمة قام من قبرص وأتى إلى أورشليم، مُتظاهراً أنه يقصد السجود بها وزيارة القديسين، وفى الباطن ليُقابل الأب يوحنا. فلما وصل إلى هناك دعاه الأب يوحنا ووضع أمامه تلك الأواني الفضية على المائدة، فتوجع قلب القديس أبيفانوس، فدبر حيلة للاستيلاء عليها.
وذلك أنه قصد أحد الأديرة وحده وأرسل إليه يستعير منه تلك الأواني، زاعماً أن قوماً من أكابر القبرصيين قد أتوه، ويريد أن يقدم لهم الطعام فيها. ولما أرسلها إليه أخذها وباعها وتصدَّق بثمنها على الفقراء. وبعد أيام طالبه الأب يوحنا بالأواني فاستمهله. وكرر مرة ثانية وثالثة. وإذ لم يردها له تقابل معه ذات يوم فى كنيسة القيامة قائلاً له: " لا أتركك حتى تعطيني الأواني ". فصلَّى القديس أبيفانوس إلى السيد المسيح من أجل صاحبه القديم. فعمي وبكى واستغاث بالقديس أبيفانوس. فصلَّى القديس لأجله. فبرئت إحدى عينيه فالتفت إليه وقال له: إن السيد المسيح قد ترك هذه العين الأخرى بدون بصر تذكِرةً لك. ثم ذكَّره بسيرته الأولى الصَّالحة، وأعلَمَه أنه باع الأواني وتصدَّق بثمنها. وأنه ما جاء إلى القدس إلا ليتحقق عما سمعه عن بخله ومحبته للعالم. فانتبه الأب يوحنا من غفلته. وسلك فى عمل الرحمة سلوكاً يفوق الوصف فتصدَّق بكل ما يملك: من مال وثياب وأوان، وزهـدَ كل أمور العالم، حتى أنهم لم يجدوا عند نياحته درهماً واحداً. ووهبه الله موهبة شفاء المرضى وعمل الآيات. وبعد أن أكمل فى الرئاسة احدى وثلاثين سنة. تنيح بسلام.