رجل العطاء ( سيرة القديس العظيم الانبا ابرآم اسقف الفيوم والجيزه )
بنـــــــــــــاء العـــــــــــــابد قبل بنــــــــــاء المعـــــــــابد
من يرى ملابس الجالس فى الصورة المقابلة لا يصدق مطلقا انه أسقفا , ولكنه أسقفا من أساقفة الكنيسة القبطية أسمه الأنبا أبرآم , وأطلق عليه الشعب القبطى لقب قديسا وصدرت العشرات من الكتب تعدد فضائله , فكثيرين من الأساقفة يلبسون اليوم الملابس الثمينة ويركبون العربات الفاخرة ويمسكون الصلبان الثمينة ويلبسون المناطق المذهبة المطعمة بالأحجار الكريمة فى الوقت الذى يتضور الكثير من الأقباط جوعاً , وأتذكر أن البابا شنودة حينما ذهب إلى أستراليا أهداه دير الأنبا شنودة فى سيدنى صليباً كبيراً من الذهب , فإستأذنهم فى بيعه وأعطاء ثمنه إلى الفقراء وهناك عبارة قبطية مشهورة تقول بناء العابد قبل بناء المعابد .
وحينما يطلق الأقباط على شخص ما كلمة قديس فيعنى من وجهه نظرهم ما فعله معهم من بر وخير , وقوة الرب العاملة فيه من معجزات وحكمة وقوات أخراج الشياطين وغيرها من مواهب الروح القدس ولا ينتظر الأقباط موافقة المجمع المقدس للكنيسة القبطية وأدراج الأسم من ضمن قديسى الكنيسة فى أطلاق أسم قديس على الشخص ولكنهم يطلقون كلمة قديسين على من يرون منه الخير والبر ومواهب الروح بمجرد نياحته .. .. ... .. .. وهكذا أطلق الأقباط على الأنبا آبرآم أسقف الفيوم كلمة قديس .
بولس يذهب ليترهبن فى الدير المحرق
فى سنة 1829 م الموافقة سنة 1545 ش ولد القديس الأنبا أبرآم بمدينة دلجا التابعة لمركز ديروط مديرية أسيوط ويوجد قول آخر أنه ولد بعزبة جلده مركز ملوى مديرية المنيا - من أبويين مسيحيين مشهود لهم بالتقوى تقيين وسمياة بولس فربياه تربية مسيحيه, وعندما كبر أرسله أبوه إلى كتاب (لم يكن هناك مدارس للتعليم ولكن كانمعلم الكنيسة يعلم الأطفال ) القرية فتعلم المزامير والتسابيح ,ولما أظهر نبوغا بين أقرانه رسمه الأنبا يوساب أسقف صنبو شماسا على كنيسة جلده , وقد أحبه الجميع لأنه أقتنى الفضيلة والتقوى والورع وكان هادئل , تقيا , محباً للصوم والصلاة , مواظباً على العبادة محتشماً فى ملبسه قنوعاً فى مأكله كثر الأقتراب للرب يسوع بعيد عن الإختلاط بالناس ورسم شماسا فى الخامسة عشره من عمره بيد نيافة الأنبا يوساب اسقف صنبو .
وقرية دلجا مركز ملوى وكانت بلد عريقه كان بها اربعه وعشرون كنيسة واربعه اديره كبيرة لـم يبقى منهم سوى كنيسة واحده باسم السيدة العذراء وهـى التى نـال فيها القديس سر المعمودية وتربى بها وفى الثامنة من عمره سنة 1838 م تنيحت والدته وبعدها بثلاث سنوات تزوج ابوه ومنذ ذلك التصق القديس بالكنيسة .
وعندما بلغ بولس من العمر 17 سنة ولم يعرف شيئاً عن ملذات العالم وتهريج الشباب فقد سبق أن سلم نفسه وحياته للرب يسوع , ولم يجتذبه العالم إليه ولكن أجتذبه الرب يسوع وعزم نهائيا أن يترك العالم لأهل العالم وهرب من البحث وراء غنى العالم وشهواته وتعظم معيشته مفضلاً حياة الفقر فى الرهبنة وفى التاسعة عشرة من عمره فى الثامنة عشر من عمره قـرر تـرك العالم واختار حياة التكريس الكامل للـرب فذهب الى ديـر السيدة العذراء المحرق ثم بعد عام رسم راهبا فى سنة 1838 م بيـد القمص عبد الملاك الهورى رئيس الدير باسم الراهب بولس غبريال الدلجاوى المحرقى اشتم رائحة المسيح الذكية فيه نيافة الأنبا ياكوبوس مطران المنيا فارسل لرئيس الدير يطلب منه السماح للراهب بولس غبريال بالخدمة فى المنيا فوافق الرئيس واطاع الـراهب بولس وذهب هناك سنة 1859 م وبعد عام رسم قساً بيد الأنبا ياكوبوس ثم بعد ثلاث سنوات اراد الرجوع الى ديـره وتمت العوده سنة 1863 م
فى سنة 1866 م عـزل القمص عبد الملاك الهورى من رئاسة الدير واتفق الرهبان على تزكية القس بولس الـدلجاوى ان يكون رئيساً للـدير وتقدمـوا بطلب لقداسة البابا الأنبا ديمتروس الثانى البابا 111 فى تعداد البطاركه الذى كان له معرفة شخصية بسيرة القديس العطره ووافق على ان يكون رئيساً للدير وتمت رسامته قمصاً من قبل البابا
ذهب إلى الدير المحرق وهو أقرب دير إلى بلدته وكان الدير المحرق تحت رئاسة القمص عبد الملك , وكان الرهبان فى ذلك الوقت يقومون بكل أنواع الخدمة فى الدير من رعى الماشية وتفليح الأرض وأعداد الخبز والطعام فى معيشة مشتركة , فأعطيت لبولس القادم الجديد مسئوليات شاقة فقام بها , وعندما أراد رئيس الدير أن يرشحه ليرسم راهبا سأل عنه الاباء والرهبان والشيوخ الذين تولوا تدريبه هل يستحق الرهبنة ؟ فأجابوه بالأجماع : نعم مستحق .
فسيم بولس راهباً بأسم بولس غبريال فإزداد تواضعاً وتقوى , وكان من أبرز فضائلة التى حاول تنميتها وهو راهباً هو أن : يجرد نفسه من محبة متاع العالم ولا يقتنى إلا الكنز الوحيد ألا وهو محبة الرب يسوع , مقتفياً أثار الرب وطريقته فى الحياة حيث قال الكتاب عن الرب يسوع ليس له مكان لأن يسند رأسه , فكان يوزع كل ما تصل إليه يداه للفقراء والمساكين عملاً بقول الإنجيل : " مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ (أع 20: 35 )
وأشتهر بفضائلة وتناقلت الأفواه أعماله وسمع عنه المتنيح الأنبا ياكوبوس مطران المنيا فأرسل إلى الدير المحرق يطلب إرسال الراهب بولس غبريال ليراه , فذهب إليه وسافر إلى المنيا وعندما وقف أمامه بولس غبريال فردد قول ملكة سبأ حينما شاهدت سليمان وكل عظمته وقال : " لقد رأيت أكثر مما سمعت "
وعينه وكيلاً للمطرانية وما أن عين فى هذا المركز حتى حول المطرانية إلى مأوى للغرباء وملجأ للأيتام والمساكين , وهذا الأمر لم يروه أهل المنيا من قبل فتناقلت الألسنة فضائلة وحكاياته وعطفه ومحبته لهم فقد أعتبروه أبا رحيما شفوقاً عليهم , وعاد إلى ديره بعد أن رسمه المطران قسا بأسم بولس غبريال .
وعاد القس بولس غبريال إلى الدير المحرق فى الوقت الذى حدث خلاف فى الدير وطلب الرهبان عزل رئيسهم القمص عبد الملك , وأعتكف فى صومعته على الصلاة والصوم حسب ما تعود بعيداً عن مشاكل الدير وخلافاته , وكان القس الراهب بولس غبريال مثلهم الأعلى فى الرهبنة وكانوا دائما يلتفون حوله ويسمعون إليه , وعندما وجد الأنبا ديمتريوس البابا 111 هذه الخلافات عزل رئيس الدير وأختار الرهبان بالأجماع القس الراهب بولس غبريال رئيسا عليهم .
القس الراهب بولس غبريال رئيس الدير المحرق
كان عمل القس بولس فى الدير هو تدبير أمور الدير بحكمة كأب حكيم ليس بصفته رئيساً يل خادماً للجميع فسار على مبادئ أساسية وهى : -
1 - اهتمامه الروحى ساعد على جذب عدد كبير من الشباب المحب للفضيلة وازداد عدد الرهبان فى فترة رئاسته حتى وصلوا 40 راهبا ترهبوا فى اسبوع واحد على دفعتين وكثير من تلاميذه صاروا قديسين مشهورين لأنه أهتم بحياة الراهب الروحية وكان يحضهم على السير فى حياة الفضيلة وهجر العالم والأكثار من الصلاة والصوم ومراقبة سلوكهم فى رفق ومحبة وقيل أن الدير فى أيام رئاسته كان يشبه الحياة فى السماء ., أن يساوى بين رهبان الدير يعطى الكرامة لمن له الكرامة ومن يحتاج لمساعدة يقدمها له يحب الجميع
2 - اهتمام القديس بالمكتبة اهتم بها أهتماما كبيرا حيث نجد بمكتبة الـدير المحرق الكثير مـن المخطوطات التى ليس حصر وكتب التفسير
3 - زيادة رقعة الارض الزراعية قد اهتم باستصلاح قطعة ارض وزراعتها حتى وصلت مساحتها عشرين فدانا ومازالت تعرف باسم حديقة الأنبا ابرآم
4 - مبانى الدير اهتم ببناء سور الدير وترميمه كما قام ببناء بعض المبانى الاخرى
5 - الحفاظ على املاك الدير وجود وثائق منها وثيقة اعفاء اطيان الدير وقدرها 172 فـدان من رسم الايلوله لوجود حجج تمليك شرعيه طالب بها القديس.
6 - مشاركة الدير فـى احتياجات الفقراء كـان القديس محباً للفقراء والعطاء واراد ان ياخذ الدير بركة هذه الفضيلة فاعطى للفقراء والمحتاجين كثيراً وكانت هذه الفضيلة سببا من أسباب طلب بعض الرهبان عزل القمص بولس عن وفتح القس بولس رئيس دير المحرق أبواب الدير على مصراعية للفقراء والمعوزين ورحب بالبؤساء والمحتاجين والأرامل والأيتام والذين أحنى عليهم الدهر .. فجبر كسر قلوبهم بعطفه وحنانة الأبوى .
فذاع صيته وعرف أمر محبته ونطقت ألسنة الأقباط وغيرهم بأعماله وإلتهبت القلوب سعياً لمعرفته والتبرك به وطلب الدعاء لأجلهم حتى يتحنن الرب يسوع ويحل مشاكلهم .
وأنتشرت فى ألآفاق بذور الإيمان وأزداد إشتياق الشباب للرهبنة حتى يقلدوا سيرته , فتوجه الكثير منهم إلى دير المحرق , فقبل منهم 40 شابا أنتظموا فى سلك الرهبنة , وعلمهم الطريق إلى الحق والحياة حتى صار منهم أساقفة ومنهم طيب الذكر الأنبا مرقس مطران أسنا والأنبا متاؤوس مطران الحبشة والمتنيح القمص ميخائيل البحيرى يقودون غيرهم إلى الطريق الذى سلكه القس بولس غبريال خاصة القمص ميخائيل البحيرى الذى ألتصق بحياة معلمه القس بولس غبريال وأتخذها مثالا لطريقه فصار قديساً طاهرا ورعا مملوءا نعمة وأثماراً صالحة .
عـــزله من الرئاسة - وذهابه إلى دير البراموس
وأمتلأ الدير من أخوة الرب الأصاغر فى حظيرته من الفقراء والمحتاجين , ولم يرتح عدو الخير ورئيس هذا العالم لهذا العمل فبدأ الشرير فى زرع الزوان فى هذا الحقل المثمر فأثار الرهبان ضد رئيسهم لأجل الخير الذى يفعله فصاحوا الصيحة القديمة التى صاحها يهوذا قائلين : " ما هذا الإتلاف " .. وأتهموا القديس بتبديد أموال الوقف وأصروا على عدم قبوله رئيسا بعد لئلا يقضى على ما تبقى من أموال الدير .
بعد مـا يقرب من خمس سنوات من رئاسته للدير قـام بعض الرهبان بطلب إلى نيافة الأنبا مـرقس مطران البحيرة القائمقام بعد نياحة البابا ديمتريوس بعزل القمص بولس عن الـرئاسه بحجه انه يبدد اموال الدير على المساكين وهذا يوشك الدير على الافلاس والبعض اقدموا على ذلك رغبة منهم فى رجوع ابيهم الرئيس السابق القمص عبد الملاك الهورى واستجاب لهم الأنبا مرقس وتم عزله فى سنة 1870 م وتولى القمص ميخائيل الابوتيجى رئاسة الدير بعده وفرح البعض والبعض لـم يكن راضى.
بعد عـزله كرئيس واظهار عدم الرضا مـن بعض الرهبان وايضا جمهرة الفقراء والمحتاجين والمطالبه بالقمص بولس رأى القمص بولس من الافضل ترك الدير والذهاب لدير اخر وفى سنة1870م ترك الدير وذهب معه بعض تلاميذه المحبين له وهم القمص اقلاديوس الميرى والقمص سليمان الدلجاوى والقمص ميخائيل المصرى والقمص اقلاديوس الخالدى وكـان القمص ميخائيل البحيرى يريد الذهاب لولا القمص بولس غبريال الذى رفض ذلك فتوجهوا الى البطريركيه ومن هناك الى دير الأنبا بيشوى ولم يمكثوا اكثر من ثلاثة شهور انتقلوا بعدها الى دير السيدة العذراء البراموس وكان يوجد به القمص عبد المسيح المسعودى الكبير وهو تلميذ بولس غبريال وظلوا بدير البراموس احد عشر عاما حتى سنة1881م .
فعزلوه وطردوا الفقراء الذين كان يعولهم , ولم يتوقف الغضب عند هذا الحد بل حكموا بطرده من الدير , فقبل ذلك شاكرا مسرورا وكان يقول : " أنا أعرف بأن الله يجعل كل الأشياء تعمل لخيرى " ومن الملاحظ أن السبب الأساسى لطردة هو محبة الرهبان المال الذى هو أصل كل الشرور بالرغم من أساس رهبنتهم هو الفقر الإختيارى عاملين فى جد ويكفى اليوم شره وأن أقصاءه من امام عيونهم لكى يستريحوا ناسيين أعماله الصالحة مقارنة بأعمالهم .
وترك القس بولس غبريال دير المحرق مطرودا هو والفقراء وترك البلدة بين صراخهم وعويلهم وذهب أبيهم وراعيهم واثقا فى الرب يسوع الذى يعطى الجميع بسخاء , وسافر إلى مصر ومعه بعض أولاده منهم الأنبا متاؤوس مطران الحبشة السابق (كان راهب فى ذلك الوقت) وأيضا القمص أقلايوس الميرى , والقمص سليمان الدلجاوى وغيرهم , وقابلوا الأنبا مرقس الوكيل البطريركى وأتفقوا معه على أن يذهبوا إلى دير البراموس , وكان رئيسه فى ذلك الوقت القمص يوحنــا النــاسخ ( أصبح فيما بعد الأنبا كيرلس الخامس ) فقابلهم بالترحاب وأسكن كل واحد منهم فى قلاية واقام هناك معتكفاً مواظباً على الأصوام والصلوات .
وفى سنة 1881 م وصل وفد من أمبراطور اثيوبيا يوحنا كاسا يطلب رسامة مطران وثلاث أساقفة , فوقع أختيار البابا على القمص يوحنا الناسخ رئيس دير البراموس ووضعوه تحت الحفظ حتى وقت رسامته ولكنه هرب متخفيا فى غير ثيابه , فإختاروا بدلاً منه الأنبا بطرس ثم الأنبا متاؤس وأسقفين معه, ولما كان هؤلاء الأساقفة هم من تلميذى القس الراهب بولس غبريال وعرفوا أن أن كرسى الفيوم والجيزة شاغراً فطلبوا من البابا رسامة أبيهم على هذا الكرسى بدون معرفة منه , وتمت رسامته فى شهر أبي سنة 1597 ش الموافق سنة 1881 م أسقفا للفيوم والجيزة بأسم ألأنبا آبرآم .
فى سنة 1881 تمت رسامه القمص اقلاديوس الميرى مطرانا لأثيوبيا باسم الأنبا بطرس والقمص اقلاديوس الخالدى أسقفا لاثيوبيا باسم الأنبا متاؤوس وقد سبقهم القمص ميخائيل المصرى أسقفا على كرسى صنبو باسم الأنبا اثناسيوس هؤلاء اجتمعوا وطلبوا من قداسة البابا كيرلس الخامس برسامة ابيهم القمص بولس غبريال أسقفاً للفيوم حيث كان أسقفها قد تنيح منذ فترة وقـد ساند تلك التزكية القمص عبد المسيح المسعودى الكبير ووافق البابا على ذلك واطاع القمص بولس غبريال الذى لم يعلم فى بداية الامر بتلك التزكية وبهذا التدبير الالهى صار القمص بولس غبريال المحرقى اسقفا للفيوم والجيزة باسم الأنبا ابرآم فى شهر ابيب 1597 ش 1881 م
وقد رسم فى نفس اليوم معه نيافة الأنبا ايساك مطران بنى سويف حيث كانت بنى سويف والفيوم والجيزة ايبارشية واحدة منذ مائة سنة لهذا التاريخ
قداسة الأنبا آبرآم أسقف الفيوم
1 - تواضع الأنبا آبرآم ووداعة قلبه فى معاملته للكهنة :
كان يدعوا الكهنة أخوته .. وكان يقرأ أنجيل القداس الإلهى على المنصة للقراءة ( المنجلية) كباقى الشعب , وكان يرفض رفضاً باتا أن يعطى له البخور من الكهنة قائلاً أن : البخور يطى للرب فقط وليس لأنسان مثلى " .. وكان إذا دخل الهيكل لا يجلس فيه بتاتاً ..
صورة نادرة للقديس الأنبا أبرآم أسقف الفيوم
يذهب إلى منزل العريف (المعلم) ليصالحة
أثناء القداس الإلهى يوم أحد لاحظ عدم أنسجام أصوات الشمامسة والعرفاء فلفت نظر العريف المعلم يعقوب الكبير عما حدث فتأثر منه المعلم وتخلف فى اليوم التالى عن حضور صلاة الغروب التى كان معتاداً أن يحضرها يوميا بدار الأسقفية فسأل عنه الأسقف , فسأل عنه الأنبا آبرآم أسقف الفيوم فأخبروه أنه تخلف بسبب توبيخه له وتأثر ( واخد على خاطره) ففى الحال قام وذهب لمنزل المعلم يعقوب سيراً على الأقدام لأسترضائه ومصافحته ومصالحته , وعندما طلب الأسقف النبا أبرآم منه الصفح بكى العريف وقال : " أصفح عنى أنت يا سيدى " ورجع ألأسقف إلى دار المطرانية مع انه لم يكن يخرج بعد الساعة الثامنة مساء مطلقاً
السمك المقلى والسمك المطبوخ
وكان يجتمع مع الشعب بعد صلاة القداس ليلقى عليهم عظة فدعاهم مرة للأغابى (أكل بمحبة ) على أكل سمك وكان يوجد أغنياء وفقراء وكان الطباخ قد حجز كبار السمك وقلاهم فى الزيت أما السمك الصغير فطبخهم فى وعاء كبير للفقراء , ولما جاء الميعاد قدم الطباخ السمك النقلى فى أطباق على المائدة ليأكل الأغنياء ثم جاء الأنبا آبرآم ليبارك ولما رأى أنه صنف جيد قال للطباخ : " هل عملت السمك كله هكذا ؟ " فقال له بل طبخت الباقى للفقراء , فأمره بأحضار الوعاء الذى فيه السمك المطبوخ ويوضع السمك المقلى مع المطبوخ , وقال للطباخ : " ضع من الإثنين فى ألأطباق : " من يأكل فليأكل من هذا , ليس عند الرب أغنياء وفقراء بل الكل واحد أمامه " فأكلوا جميعا بفرح وسرور ودخلت المحبة قلوب الأغنياء ولم يتكبروا ومعهم أسقفهم الذى يحبونه مع ملاحظة أن الأنبا آبرآم لم يأكل من هذا ولا ذلك لأن طعامة فى أيام الصوم إلا العدس والفول والبقول أما فى الفطار فكان يشرب اللبن المستخرج منه زبدته .
الدرجـــة الأولى فى القطار
دعى الأنبا أبرآم لأحدى البلاد وكانت وسيلة المواصلات الوحيده هى قطار السكة الحديد فأحضر له أحد الأعيان تذكرة أولى , ولما ركب القطار نظر حوله فلم يجد إلا الأعيان والأغنياء الذين دعوه لزيارة البلدة , فسألهم هل هذه العربة تختلف عن عربات الفقراء ؟ فقالوا له نعم !! وللوقت أغرورقت عيناه بالدموع وقال لهم : " حرام عليكم يا أولادى ! ألم يكن الأفضل أن يعطى فرق الثمن التذكرة للفقراء والمحتاجين هذا العمل لا يتفق وروح المسيح , نجلس هنا على فراش ناعم وثير وهم يتضورون جوعاً لا سند لهم ولا عون , وعربتنا وعربتنا ستصلان فى وقت واحد إلى مكان واحد "
وحدث أن طلبه الأنبا كيرلس الخامس البطريرك الـ 112 ليرقيه مطرانا أسوة بأخوته الأساقفة رفض بشدة وأكتفى بما وهيه الله إياه .
2 - كان رجل صــلاة كان الأنبا أبرآم رجل صلاة فقد كان يقضى أياماً فى خلوة مع الرب يسوع وكان يأمر خادمه أن يغلق عليه حجرة نومه ولا يزعجه أحد فى أثناء صلواته , وكان يقف فى القداسات منتصباً حتى ينتهى من توزيع الأسرار المقدسة .
ولم يتحدث قط فى أى حديث آخر عن الرب يسوع وإذا تحدث تكلم عن الروحيات وإذا سكت كان يقرأ فى الكتاب المقدس أو الكتب الروحية .
ذهب لزيارة الفيوم رجلاً كبيراً من رجال الحكومة أسمه توفيق باشا (باشا لقب ينعم عليه الملك ) ودعا جميع الأعيان لتناول الغداء فى حضرته وكان ممن دعوا أعيان الفيوم واسقفها الأنبا أبرآم , فكان التشريفاتية (منظموا الحفل ) يرحبون بالمدعوين , وخص أحدهم الأنبا أبرآم بأكثر تحية وقال له : " أنى أراك لا تأكل " فقال له : أنى آكل " فقال له : " أنك لا تأكل إلا قليلاً من المخللات " فلاحظ ذلك المغفور له توفيق باشا فقال له : " لماذا لا تأكل يا حضرة الأسقف " فأجابه : " يا أفندينا اليوم الجمعة " ففهم توفيق باشا أنه صائم فأمر ان تقدم له الفواكه , وقال له : " إن شاء الله أراك قبل سفرى " فدعا له الأنبا أبرآم بطول العمر مع التوفيق فإبتسم توفيق باشا .
3 - نسكه وزهده كان ناسكا زاهداً عن تعظم المعيشة
ومع أنه كان يعيش فى مطرانية إلا أن كل شئ فيها كان بسيطاً
بنيت لكم مساكنأ فى السماء
أراد أغنياء الأقباط أن يجددوا دار المطرانية وتوسيعها حتى تليق بالزوار فجمعوا له مبلغاً كبيراً فى ذلك الوقت (200 جنيه) وسلموه للأنبا أبرآم , وبعد وقت قليل أحضروا المقاول ليتفقوا مع على شروط البناء , ولكن الأسقف قال لهم : " أنتم أتأخرتم لقد بنيت .. لقد بنيت " فقالوا له : " أين هو البناء يا أبانا , هاهو كل شئ كما هو !! " فقال لهم : " لقد بنيت لكم مسكنا فى المظال الأبدية " ففهموا للوقت أنه أعطى المبلغ للفقراء والمحتاجين .. فلم يعطوه مبالغ أخرى خاصة بمشروعهم فى تجديد المطرانية وصرفوا هم على البناء وتوسيع المطرانية حتى تليق بأسقفهم وزواره .
اما طعامه فقد كان لا يزيد عن صنف واحد من الطعام من أبسط الأطعمة التى يأكلها الفقراء ..
أشتهت نفسه أن يأكل حماماً
وكان صارما مع نفسه لا يدعها تتغلب عليه وفى مرة أشتهت نفسه طعاماً فكلف الطباخ بأن يجهز له حماماً ليأكله فأعده الطباخ وأحضره له وقت الغذاء فأمره بحفظه لوقت آخر , فعاد الطباخ فى وقت العشاء فأمره بإرجاعه لوقت آخر وأمره أن يحفظه حتى يطلبه بنفسه , وبعد مضى أربعة أيام , أمر الطباخ بأحضار الحمام , فتعجب الطباخ وأحضره إليه فخاطب الأنبا أبرآم نفسه قائلاً : هذا ما أشتهيت أن تأكلى يا نفسى , فكلى النتانة يا نفسى إن أمكنك ذلك " ثم أمر الطباخ أن يطرحه خارجاً .
أما ملبسه فقد كان بسيطا ولكنه غير حقير لرعاية الكهنوت وكرامته كما ترى فى الصوره , ولم يلبس الملابس الفاخرة الثمينة .
سوء معاملة الفقراء
وحدث مره ان أستكى له الفقراء الذين كان يطعمهم فى دار المطرانية من سوء معاملة الطباخ لهم وكرروا الشكوى فلبس لبساً غريباً وغطى رأسه وأندس بينهم , ورأى كيف يعامل الطباخ الفقراء وتحقق من صدق الشكوى , فطرد الطباخ وأستبدله بآخر
وكان صارما فى تنفيذ قوانين الكنيسة
لأنى أكره الطلاق يقول الرب ( ملا2: 16)
لم يصرح الأنبا أبرآم فى حياته بالطلاق , وأعتبره ناتج من الخلافات التى يبثها الشيطان وخطيه تهدم العائلات وتفسد العلاقات وكان طريقته هو حل تلك الخلافات وبذور الزوان بين المتخاصمين وكان دائما يردد عبارة الكتاب المقدس لأنى أكره الطلاق يقول الرب (ملا 2: 16) وكان لا يصرح بزواج لا يتفق مع قانون الكنيسة حتى ولو توسط له الكبار
شفى من مرضه فتهلل الشعب بفرح
فى سنة 1893 م سقط مريضا ولازم الفراش وصرح الأطباء أنه شبه سوس (نخر) فى عصب الرجل , وقرر جميع ألأطباء أنه خير له أن تقطع رجله لأنه لا أمل يرجى منها , فذكر قرار الأطباء للأنبا أبرآم أحد أولاده الخصوصيين , فإبتسم إبتسامة لطيفة وقال : " الرب يسوع لا يرضى , وأنا مطمئن أنه سيخيب ظنهم "
وبعد أن ظل شهرين طريح الفراش شفى تماماً وخرج إلى الكنيسة وقدم القربان فى وسط الشعب وكان فى أحد الشعانين والشعب يحمل الرزعف وأغصان الزيتون فهتف الجميع بفرح قائلين للرب يسوع : " أوصنا مبارك الآتى بأسم الرب " لأنه شفى أسقفهم وكان الزحام بلغ أشده وأتى الجميع من البلاد المجاورة .
كيف صالح المطران مع الكاهن؟
عرف ذات مرة أن هناك سوء تفاهم بين مطرانا وأحد الآباء الكهنة وعرف أيضا انهما فى خصامهما كانا يصليان معا , وعرف أن كثيرون أجتهدوا فى إيجاد السلام بينهما ولم يفلحا , وحدث أن الأنبا أبرآم كان فى المقر الباباوى , وفى المساء وقف المجتمعون للصلاة وطلب أحدهم من الأنبا أبرآم أن يختم بالصلاة الربانية فصلى وعندما وصل إلى القول : " وأغفر لنا ذنوبنا " أبدلها قائلاً بصوت عال : " ولا تغفر لنا ذنوبنا " فعارضه المجتمعون وظنوا أنه حدث سهوا منه أن نطق بهذه العبارة فأجابهم قائلاً : " هل نكذب على الرب يسوع ؟ كيف نقول له أغفر لنا كما نغفر نحن أيضاً , ونحن متخاصين ؟ " وبعد أن نطق هذه الكلمات المملوءه نعمه وحكمة خجل المتخاصمين من خلافهما وتصافحوا وقبلا بعضهما البعض والدموع تتساقط من عيونهما .
كان لطيفاً فى صراحته
حضر الأنبا أبرآم مجلس للأعيان (الذى يملكون أراضى زراعية واسعة ) يحاكم أحدهم ولاحظ أن أحد هؤلاء الأعيان لا يقول الصدق فى الموضوع المعروض أمامهم فوبخة بصرامة فقالوا له : " يا أبانا الذى توبخه هو فلان (باشا) " فأجاب محتداً : " هل فلان باشا أعظم من الإله الذى سمح لعبده موسى أن يكلمه ؟ "
لقد سمعت عنك أنك رجل الرب يسوع
فى سنة 1902 حضر إلى مصر الأنبا متاؤوس مطران أثيوبيا السابق فرافقه الأنبا أبرآم حتى وصلوا مدينة أبو قرقاص , وهناك دعاهم المرحوم / أديب (بك) وهبى ولم يكن له ولد فى ذلك الوقت , فأختلى مع الأنبا أبرآم سراً وقال له : " ليس لى ولد يرث أسمى وقد سمعت عنك أنك رجل الرب يسوع وأن صلاتك مقبوله لديه فصلى لأجلى ليهبنى الرب غلاماً , فلبى طلبه , وطلب القديس كوب من الماء وصلى على الماء ورش فى البيت كله ثم رشم قرينة أديب (بك) بالزيت وقال لهما : " إن شاء الرب يسوع فى مثل هذا العام يكون لكما ولداً ثم باركهم جميعا ودعا لهم وأشار إلى قطعة أرض فضاء وقال لأديب بك : " لمن هذه " قال : " أنها ملكى " فأجابه أعملها مضيفة للفقراء يا أبنى " وبعد مضى عام رزق أديب بك ولداً وهو الأستاذ وهبى أديب .
ذهب إلى الأنبا أبرآم القديس المرحوم جوهر عطية واعظ الأقباط فى طنطا ومعه زوجته ولم يرزقا بنسل مدة طويلة , فباركهما نيافته وقال لزوجته : " إن شاء الرب سيعطيك أبنا وتسميه يوسف , ومضى سنة وأنجبت طفلاً أسمياه يوسف
الذى من الرب يثبت والذى من الشيطان يسقط
سافر شخص طلباً للرزق والعمل وظل بعيدا عن زوجته سنه كاملة ولما عاد وجد زوجته حاملاً فشك ولما سألها أنكرت ولما تضايق ذهب إلى النبا أبرآم وعرض عليه الموضوع فأستدعى الأنبا أبرآم الزوجه وسألها سراً عن الحقيقة فأصرت على الإنكار , ونسيت المرأة الخاطئة أنها أمام قديساً ولا بد أن يستعلن له الأمر , فتركها الأنبا أبرآم تذهب ودخل وصلى إلى الرب يسوع ثم خرج وأرسل فى طلب الزوج وقال له : " الذى من الرب يثبت والذى من الشيطان يسقط " وبعد أسبوع أجهضت الزوجه وماتت الزوجة الخائنة .
عصا الأنبا أبرآم ترشد عن القاتل
أشترك رجلان فى تجارة وسافرا سويا إلى الفيوم وهناك توجها إلى دار الأسقفية ولجأ إلى المبيت فيها فرحب يهما الأنبا أبرآم كعادته وقال لهما : " هذا بيت الرب الإله يستريح فيه الغرباء والمسافرين , وقام بتقديم الطعام والفراش , ولكن أحدهما كان شريراً وأضمر الغدر فى قلبه على شريكه الذى كان معه مبلغ كبير من المال , فقام ليلاً وقطع رأس شريكه وأخذ المال وبكر صباحاً وذهب إلى محطة القطار ليهرب , ولما اراد خادم المطرانية تقديم الطعام للغرباء وجد أحدهما بدون رأس وغارقا فى دمائه , فأخبر الأنبا أبرآم أسقف الفيوم فأخطر البوليس فحضر رجال الأمن إلى دار المطرانية وهناك أعطاهم عصاته وقال لهم : " من تتجه إليه العصا هو يكون القاتل , أمسكوه وأتوا به إلى هنا " وقد فعل كما قال لهم القديس الأنبا أبرآم إذ لحقوا به فى محطة القطار قبل أن يهرب وأرشدتهم العصا إليه , فألقوا القبض عليه وعندما فتشوه وجدوا رأس القتيل والمال المسروق فزجوه فى السجن حتى يحكم القاضى عليه .
أنت لا تقصدين الدين بل تقصدين الخطية .. الرب يعرف شغله فيك
أغرى شاب مسلم شابة مسيحية أسماً , ووقعت فى الخطية وتأصلت الخطية فى قلبها وأصبحت بجملتها ملكاً للشيطان وزين لها ان تترك دينها وتعتنق دين الشرير لتتمتع بالخطية مع هذا المسلم .
وقدمت طلبا للجهات المختصة لتنفيذ رغباتها الدنيئة وحسب العادة المتبعة إحيل الطلب إلى الرئاسة الدينية , فأرسل الأنبا أبرآم اليها لتحضر أمامه ولم يوكل المر لغيره من القساوسة فقد كان يهتم بنفسه على رعية المسيح التى أؤتمن عليها , نصحها كثيرا فلم تسمع ولم تصغ لأرشاده , وفى النهاية أحتدت روح ألأنبا أبرآم وقال لها : أنت لا تقصدين الدين بل الشاب , لأن أغراضك شريرة فاسدة , أذهبى , الرب يعرف شغله فيك "
وما أن غادرت المكان بعيداً حتى سقطت مغشية عليها فظنوا أنها ماتت فطلبوا البوليس أعتقاداً أن فى الأمر جريمة .
وعلم الأنبا أبرآم بالأمر فذهب إلى المكان الذى سقطت فيه وصلى على كوب من الماء , ورشه عليها فقامت من رقدتها فى الحال وهى تسبح وتمجد الرب وكانت تردد قائلة : " أنا شفت بعينى .. أنا شفت بعينى " وعادت هذه الشابة عن طلبها فى أعتناق الإسلام بل أنها وهبت حياتها للخدمة ولم تتزوج وعاشت فى حياة الفضيلة والطهارة بقية حياتها .
الرب يفتح كوى السماء - أعطوا تعطوا
ذهب إلى الأنبا أبرآم رجل فقير كانت زوجته ولدت حديثاً وليس عنده ما بعولها به لضيق ذات اليد , فتحنن عليه وأعطاه الأنبا أبرآم كل ما لديه وكان جنيها , ففرح به الفقير ولكنه عند خروجه من المطرانية قابلة الوكيل ورأى أن معه جنيها فأخذه من الفقير وأعطاه بدلاً منه ريال , فرجع المسكين إلى الأنبا أبرآم وأعلمه بما حدث معه , فإستدعى الوكيل ووبخه على قساوة قلبه , وأمره أن يرد له الجنية ولا يأخذ منه الريال , وأمره أيضا أن يعطيه لحافاً لأن الدنيا برد , فإحتج وكيل المطرانية بحاجة المطرانية إلى هذا المبلغ الصغير فليس بها إلا هذا الجنية فأجابه الأنبا أبرآم وقال : " الرب يرسل " وبعد خروج الفقير أستلم الأنبا أبرآم خطاباً من أحد الأقباط ومعه حواله بمبلغ 10 جنيهات وبوليصة فى السكة الحديد بعشرة أرادب قمح , وفى الحال أستدعى الوكيل وقال له : " ألم أقل لك الرب يرسل !! لقد أعطيناه جنيها واحداً والرب أرسل عشرة فلا تعد تفعل ذلك مرة أخرى , وأذكر قول الرب أعطوا تعطوا .
لم يكن عنده نقوداً فأعطاها ملابسه
ذهبت إليه فقيرة معوزة تسأله المساعدة ولم يكن عنده نقوداً فأعطاها شالاً جديداً لم يستعمله بعد وقال لها : " خذى هذا الشال وبيعيه وفكى ضيقتك به " .. فأخذته وذهبت إلى السوق , فرآها الرجل الذى أهدى الشال إلى الأنبا أبرآم فإشتراه منها , وذهب إلى الأنبا أبرآم : " لماذا لم تتغط بالشال يا أبانا , والدنيا شتاء " .. فأجابه : " الشال فوق يا ولدى " يقصد أنه عند يسوع الذى أحبه , وعندئذ أظهر الشال وقدمه إليه ورده إلى الأسقف ثانية فقال له الأنبا أبرآم : " أوعى تكون ظلمتها يا أبنى " فقال له : " لا يا أبى أعطيتها ثمنه بالكامل كما أشتريته به قبلاً يا أبتى "
وكان للأنبا أبرآم موهبة الشفاء
ذهبت إليه أمراة مسلمة من بلوط مركز منفلوط وكانت مصابة بشلل وقد صرفت أموالها على الأطباء وأقامت فى فى بيت الضيافة وظل يصلى أسبوعا لأجلها بمداومة وأخيراً شفاها الرب وخرجت سائرة على قدميها وذهبت وزارت أقاربها ومعارفها وأصدقائها تخبر الجميع بأنها أتت من بلدها مقعدة وخرجت تسير على قدميها .
الخــــرس يتكلمون
ذهب المقدس يواقيم من بلدة المناهرة إلى القديس بعد أن فشل الأطباء بعلاج عقدة لسانه , ورآه الأنبا أبرآم وكان يعرفه فقال له : " غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الرب " وفى المساء أجتمع الشعب القبطى حسب عادته مع الأنبا أبرآم للصلاة وقال له : " يارب أرحم يارب أرحم " نطق الأخرس وأنفكت عقدة لسانه , وعند أنصراف المقدس يواقيم طلب من الأنبا أبرآم أن يصلى من أجله ليعطيه الرب ولد فأجابه الأنبا أبرآم وقال له : " سيعطيك الرب يوحنا ونجلاً آخر " وقد حقق الرب نبوته .
رجل مسلم أصيب بإعوجاج الفم
أصيب رجل مسلم بإعوجاج فى الفم وعرض نفسه على كثير من الأطباء بدون جدوى , فتوجه إلى الأنبا أبرآم فطلب كوب ماء وصلى ورشه به فشفى للقوت ومجد الرب , وأصبح هذا الرجل المسلم محباً للديانه المسيحة والأنبا أبرآم .
الرب يعرف شغله فيك يا أبنى
أرسلت الحكومة إلى الأنبا أبرآمرجل مسيحى يريد أعتناق الأسلام لأنه فقير بسبب سلوكه الردئ , فنصحه الأنبا أبرآم وظل مداوما على نصحه فلم يرجع عن فكره فلما عيل صبره قال له : الرب يعرف شغله معاك يا أبنى " وخرج الرجل من عنده ولكنه مات فى نفس اليوم .
وأمرأة مسيحية سيئة السمعه أرادت أن تعتنق الأسلام لأنها رأت أن سوء سلوكها لا يوافق وبر وقداسة المسيحية وهى تريد أن تعيش فى حياة الخطية , فنصحها الأنبا أبرآم كثيرا أن تتوب وترجع فلم تقبل وطردها من أمامه , وبعد خروجها من عنده أصيبت بالبرص فأنطفأ جمالها ونفر الذين يصنعون الخطيئة معها .
أحداث غريبة
كان أحد الخدام يعمل مدرساً بإحدى المدارس المسيحية الأهلية ببنى سويف ولم يعطيه صاحبها أجره عمله وكان 20 جنيهاً فخطر بباله أن يذهب إلى الأنبا أبرآم ويشكوا له وطلب من احد أصدقائه ان يذهب معه فأجابه غاضباً : " يا عم بلا أنبا أبرآم بلا غيره كلهم خطافين " ولم يكد ينتهى من كلامه حتى سقط فى معجنة من الطين كبيرة لأحدى العمارات المجاورة وخرج منها ملطخ بالطين وقال : " أذهب لوحدك أنا موش رايح معاك " فذهب بمفرده وقابل الأنبا أبرآم وقبل يده ويقول أننى لم اخبره بشئ ولكنه فاجأنى بقوله عن مرتبى الضائع : لا تخف يا ابنى , الرب سيعوض عليك ما تزعلش " ثم قال لى : أين صديقك الذى كان معك , فإندهشت لهذه المفاجأة ومعرفته بأن لى صديق ثم دعا لى ولصديقى بالبركة فعدت أدراجى ماشيا , وبينما انا ماشى عثرت على خرقة قديمة وكانت ثقيلة وكأن بها حجارة فوضعتها فى جيبى , ولما وصلت إلى المنزل فتحتها فوجدت بداخلها 120 جنيها ذهبياً , فحمدت الرب لأنه عوضنى أضعاف ما خسرته .
رجل يكذب ويقول أن أبنه مات
كان تاجرا وخسر تجارته وذهبت امواله ففكر فى حيلة ليأخذ مبلغ كبير من المال من الأنبا أبرآم وهى أن يذهب إليه ويخبره ان ابنه الوحيد مات وليس عنده ما يكفنه به , وذهب إليه مصطنعاً البكاء ينوح على وحيده الذى نشب المون أظفاره فيه وهو فى عنفوان شبابه فتوسل أن يمد له يد المساعده ويمده بالمال الازم والائق ليدفن به وحيده , فإبتسم الأنبا أبرآم إبتسامه تنم عن معرفته بالحيلة وأجابه : سلاكة أبنك الذى سيكون عضدك فيما بعد , لماذا أتخذت هذه الوسيلة الشريرة وكذبت على الرب وأدعيت موت وحيدك ؟ , أنا أعرف ان العذر شديد هو الذى جعلك تفعل هكذا فخذ ما أعطاك الرب ولا تعد لهذا العمل مرة أخرى ثم اعطاه مبلغاً من المال " وخرج الرجل وكان مسلم متأثراً قائلاً : " ونعم الديانة المسيحية " لأن فيه قديسين يعرفون الغيب ويرحمون المساكين والمحتاجين .
نصيتحة قبل الإمتحان
كان كثير من التلاميذ يذهبون إليه قبل امتحاناتهم حتى يباركهم ويساعدهم الرب فى الإمتحانات , فكان ينصحهم بأن يصلوا بإيمان فى قلوبهم : " أبانا الذى فى السماوات ... " قبل دخولهم لجان الإمتحان وحدث أن توجه إليه ثلاثة من التلاميذ فقال لهم أثنان منكم سينجحان هذا العام والثالث سينجح العام المقبل , وقد حدث فعلاً .
شفاء أبن كاهن سنورس
أصيب نجل المتنيح القمص عبد السيد كاهن كنيسة سنورس مرض غريب كان يصرع بسببه مرارا كثيرة , ولم يستطع الأطباء شفائه بل أنهم لم يستطيعوا تعليل السبب فتوجه القمص عبد السيد إلى الأنبا أبرآم فصلى على نجله ودهنه بالزيت فشفى ولم تعاوده الأعراض التى كانت تصيبه من قبل .
شفاء أبن واعظ بتلغراف
كان للمرحوم حبيب شنودة الواعظ فى أسيوط أبنا وحيداً أشتد مرضه وعرضه على كثير من الأطباء ولم يستطيع احدهم أن يشفى المريض وكان الواعظ شديد الإيمان فأرسل تلغرافا ( خطاب من عده جمل بسيطه يرسل عن طريق آلة التلغراف ويصل فى يوم ) إلى االأنبا أبرآم بالفيوم وقال به : " صلى من أجل أبنى وحيدى " فأتاه الرد من الأنبا أبرآم : " أبنك بخير أطمئن " ومنذ وصول الرد وأبتدأ أبنه يتمائل فى الشفاء , وعند حضور الواعظ حبيب شنودة إلى الفيوم للقيان فى نهضة فذكر حادثة التلغراف فى كنيسة السيدة العذراء التى كان يصلى فيها المتنيح الأنبا أبرآم .
إن لا تنذر خير من أن تنذر ولا تفى (جامعة 5: 5 )
داود روفائيل من أهالى الزربى بالفيوم يموت أولاده بعد ولادتهم سواء أكان ذكوراً أم إناثاً ولم يكن داود من أبناء الكنيسة القبطية , وسمع هو وزوجته عن الأنبا أبرآم ومعجزاته وقداسته وتأثرت زوجته بما سمعت عنه وصدقته بإيمان فنذرت وقالت : " لو رزقت مولوداً أعمده عند ألأنبا أبرآم " فأعطاها الرب مولوداً ذكراً ولم يمت , ولكنها هى وزوجها ترددا فى عماده ولم ينفذا النذر الذى نذرته الزوجه وذلك خوفاً من لوم أهل مذه وبقيا وقتاً لم يعمدا الطفل , وفى أحدى الليالى رأت الزوجة رؤيا : إذ بكاهن لا بس ثيابا بيضاء ومعه صليب يسألها قائلاً : " أين الطفل الذين تريدين تعميده ؟ " فإستيقظت من نومها وأخبرت زوجها بما رأت , فصمما على تنفيذ نذرهما وفعلاً تم تعميد الطفل بيد الأنبا أبرآم , وعاش الطفل كثيراً .
يسأل الشيطان والشيطان يجيبه
أحضروا إلى المطرانية رجل أسمه عبد المسيح به روح نجس , وتعب الأنبا أبرآم فى أخراجه بالصوم والصلاة حسب وصية السيد المسيح ولم يحدث نتيجة , وظل الرجل معذباً فى المطرانية والروح النجس يهزة بعنف ويصرخ حتى أن جيران المطرانية كانوا ينزعجون من صراخ الرجل المستمر فى الليل والنهار , ففكر الأنبا أبرآم فى أحضاره يوم الأحد التالى فى الكنيسة ووضعه بجوار الهيكل , وعندما بدأ الخادم يقول : " وأخذ خبزا وبارك " وإذا بالرجل يصرخ ويهيج هيجاناً عظيماً أضطر الأسقف أن يخرج من الهيكل ويقول له بأسم يسوع الناصرى المصلوب قف ولا تتحرك , وأنتهى القداس بعد ذلك فى هدوء وخرج الأنبا أبرآم إلى المطرانية واحضره وقال له وهو هادئ : " بأسم يسوع المسيح تحضر فهاج وظهر عليه الروح النجس وقال له : " أنت تضعنى فى النار ولا فى أنك من السماء للمائدة الموضوعة أقتربت منى لتحرقنى " فسألأه القديس سؤالا : " جنة عدن كانت قبل الطوفان فهل هى موجودة الآن ؟ " فرد عليه الشيطان وقال : " عبور بنى أسرائيل أرض مصر للبحر الأحمر ماذا فعل الرب ؟ " فقال الأنبا أبرآم : " جعل البحر على الجانبين واليابسة فى الوسط وعبر بنو أسرائيل " قال الشيطان : " هكذا الرب قادر بأن يحفظ جنة عدن من أن يتلفها الطوفان " فإستغرب الحاضرون على رده ثم أنتهر الأنبا أبرآم الشيطان فخرج من الرجل عبد المسيح ورجع الى أهله
كان ذاهباً لافتقاد احدى الاسر الفقيرة راكباً حماراً فكان الحذاء يخرج من رجله ويسقط على الارض ويقف لاحضاره وتكرر هذا الامر اكثر من مره فشعر القديس ان الشيطان وراء هذا العمل فكلم الحذاء وقال له يا إما لا تسقط مره اخرى يا إما تتحرقى يا محروقه فلما سقط فى المرة الاخيرة احترقت رغم عدم وجود نار فى ذلك الوقت وايضاً عندما ارادت فتاة ترك المسيح من اجل شاب وتملك عليها الشيطان لتتمتع بحياة الخطية وعندما حضرت امام القديس ولم تخضع الى ارشاده احتدت روحه منه وقال لها انت لا تقصدين الدين بل الشاب لان اغراضك شريرة اذهبى الله يعرف شغله فيك وما ان خرجت من عنده حتى سقطت مغمى عليها فظنوا انها ماتت فتوجه القديس وصلى على ماء ورشه عليها فقامت فى الحال مسبحه الله وهى تقول انا شفت بعينى ثم عدلت عن طلبها بعد ذلك على عدم الزواج.
روح الرب يخبر
كان أحد الأحباء الذين لهم علاقة قوية بـ الأنبا أبرآم يقول أنه كثيرا ما كان الأنبا أبرآم الأنبا أبرآم يزور بلدتنا ويقيم فى منزلنا وكنت فبل خروجى إلى عملى أقبل يده وأطلب منه البركة والدعاء , وفى أحد أليام نصحنى بأن لا أعبر بركوبتى على طريق المعدية بل أذهب إلى عملى عن طريق الكوبرى , ولكنى لم اعمل بمشورته لأن طريق المعدية كان أقرب , وبينما كنت أهم بأنزال ركوبتى سقطت فى الماء وأخرجتها بصعوبة , وهنا تذكرت بأن هذا من مخالفتى نصيحة رجل الرب وأوصيت المراكبى ومعارفى وأصدقائى بألا يعرفوا الأنبا أبرآم بما حدث وأخفاء الخبر عنه , وفى المساء رجعت إلى المنزل وقبلت يده وجلست , فدعانى خارج المكان الذى كنا جالسين فيه وقال لى فى أذنى : " ألم أقل لك سر بركوبتك على الكوبرى فلماذا خالفت وذهبت بها للمركب ؟ " فإرتبكت جداً وظهر على وجهى علامات الحيرة والإرتباك فربت على كتفى وقال : " ألم تسقط دابتك " فقلت له وأنا فى حيرة : " من أخبرك يا أبى " فأجابنى روح الرب يا ابنى "
كان لاحد افراد عائله المرحوم اسكندر باشا فهمى قضيه حكم فيها بالادانه ابتدائيا واستئنافيا ثم نقضاً ثم توجه لاخذ بركه القديس اما القديس الأنبا ابرآم انتظر قليلا ثم قال له روح يا بنى براءه وفعلا حكم بالبراءه.
وباء الكوليرا
فى سنة 1896م تفشى مرض الكوليرا بحاله ازعجت جميع الناس وفـى مساء يوم اجتمع المصلون بدار الاسقفية وقصوا على الاسقف حاله الذعر وكثرة الذين يموتون يومياً فقال لهم لماذا تخافون من الموت فان لم نمت اليوم غدا نموت اذهبوا واستحضروا القمص ميخائيل اخاه من ابيه ولما حضر قال له هات مائتى ورقة بيضاء واكتب على كل منها نحن عبيد يسوع المسيح الناصرى المصلوب ففعل كما امره الأسقف وقدم له الورق فرشمه بالصليب وصلى عليه وقال له اعط ورقة لكل من يطلب ليضعها على باب منزله الخارجى وكل من وضعها لم يدخل بيته الوباء
وقد دونت كثير من معجزات الشفاء بصلوات القديس الأنبا ابرآم لاناس من مختلف البلاد والذين نالوا بركة الشفاء منه ومعظمها امراض ليس لها علاج .
هـــو كفنـــك
أرسل أحد المسيحيين ثوب من القماش إلى الأنبا أبرآم وأستلمه ميخائيل عيد احد تلاميذه فقال لسيده أنه أستلم نصف الثوب فقط وعرف الأنبا أبرآم حقيقة ألمر ولكنه لم يكاشفه .
وحدث أن حضر الرجل الذى أرسل الثوب وقال الأنبا أبرآم : " لعله يكون قد وصل قداستكم ثوب القماش " فقال : " وصل يا ابنى , الرب يعوضكم بالخير " وطلب إحضار التلميذ وقال له : " هل وصلك ثوب أم نصف ثوب ؟ " فقال له : " نصف ثوب " فقال الأنبا أبرآم : " ماذا ستفعل بالنصف الثانى ؟ " فسكت التلميذ : " فقال له : " أنه سيكون كفنك , كل شئ عندى هو لك فلماذا هذا الطمع ؟ زبعد أسبوعين توفى التلميذ وكان كفنه النصف الثانى من الثوب الذى أخفاة عن سيده .
علامة على أبواب الأقباط ليعبر المرض
فى سنة 1896 م أنتشر مرض الكليرا , وفى مساء يوم ذهب الأقباط إلى دار المطرانية وحدثوا الأنبا أبرآم عما فيه من ذعر والخوف من المرض المنتشر فكثيرون يموتون من أهل المدينة يومياً فقال لهم لأنبا أبرآم : " لماذا تخافون من الموت فإننا إن لم نمت اليوم نموت غداً " أذهبوا وأحضروا القمص ميخائيل ( أخيه من ابيه ) ولما جاء قال الأنبا أبرآم : " هات هات مائتى ورقة بيضاء وأكتب عليها نحن عبيد المسيح المصلوب " ففعل كما امره الأنبا أبرآم : " وقدم له جميع الورق , فرشمه بالصليب وصلى عليه وقال له الأنبا أبرآم : " أعط ورقه لكل من يطلب ليضعها على باب منزله الخارجى , وحدث أن كل من وضع ورقه على باب بيته الخارجى لم يدخل إلى بيته الوباء .
وفى يوم 10 يونيو سنة 1914 م سرى خبر أنتقاله للدار الآبدية , وسمع به جميع سكان الإيبروشية ولم ينقض ذلك اليوم إلا وكان الألوف يتوافدون حزانى نائحين يبكون الخسارة العظيمة التى حلت بالكنيسة , وأحاطوا بجثمانه الطاهر مقبلين يده الكريمة تبركاً بها لآخر مرة
التركة التى تركها الأنبا أبرآم
1 - غرفة نوم : مرتبه بسيطة ومخدة ولحاف , دكة خشب وسرير بوصة واحد وحصيرة مفروشة على ألأرض
2 - غرفة الجلوس : بعض كراسى قديمة وكنبة .
3 - غرفة الغرباء : فرش كاف وغطاء .
4 - محتويات الخزانة : أرامل , وأيتام , وفقراء , عمى , صم , مفلوجون , عابرو سبيل , كشوفات بمصروفات شهرية كان يقدمها لعائلات عليها الدهر .
صورته على تقويم مكتبة المحبة لعام 1957 م
كثيرون من الأقباط كانوا يشترون صورته ويحتفظون بها , وحدث أن نفذت صورته من المكتبة وحاولت مكتبة المحبة طبع صورته فى الخارج بالألوان ولكن حدثت الحرب 1956 م , ففكرت مكتبة المحبة فى أن تطبع صورته على التقويم السنوى لعام 1957 م وكان أن دخلت الصورة بالحجم الكبير إلى جميع بيوت الأقباط فى مصر والبلاد العربية والسودان وحدثت معجزات لكثيرين لأن أصحابها أستغاثوا بالقديس الموجودة صورته على تقويم المحبة .
نياحه الأنبا أبرآم أسقف الفيوم 3 بؤونه
اشتهر الأنبا أبرآم فى مدة أسقفيته بأمرين:- الأمر الأول: عطاياه للفقراء الكثيرين الذين كانوا يقصدون دار الأسقفية ليهبهم كل ما يكون لديه من المال. وقد جعل دار الأسقفية مأوى لكثيرين منهم. الأمر الثانى: الذى اشتهر به فهو صلاة الإيمان التى جرت بواسطتها على يديه آيات شفاء عديدة.
بعد ان امضى القديس من العمر 85 عاماً منها 33 عاما فى خدمة الاسقفية انطلق بسلام الى دار الخلود فى غروب يوم الثلاثاء 2 بؤونه سنة 1630 ش الموافق 9 يونيه سنة 1914 م بعد مرض لازمه الفراش ما يقرب من شهر ونصف وانتشر الخبر وجاءت الجموع لتأخذ بركه القديس حتى ان المؤرخين يقولون ان الذين حضروا الصلاه لا يقل عن عشرين الفا كان بتقدمهم مندوبوا قداسة البابا وهم الأنبا ايساك مطران بنى سويف والانبا مرقس اسقف دير القديس الأنبا انطونيوس واسقف دير الأنبا بولا مع كبار رجال الحكومه بالفيوم مسلمين ومسيحيين وقد اعلن قداسة البابا كيرلس الخامس خبر نياحته وميعاد الصلاة فى يوم 10 يونيه سنة 1914 ووضع جثمانه الطاهر فى المقبرة المعدة له فى دير العذراء بالعزب. وقد ظهرت منه آيات كثير بعد وفاته.
فضائلة
شهد له الكثيرون بانه عالما فى شرح آيات الكتاب وقد كان يجمع شعبه يوميا ليقرأ لهم الكتاب المقدس ويفسر له الآيات التى تحتاج إلى تفسير وقيل عنه انه كان يقرأ الكتاب المقدس مرة كل 40 يوماً
كان القديس الأنبا ابرآم محبا جدا لبناء الكنائس وتجديد ما تهدم منها وهناك خطأ يقع فيه البعض عندما لا يفرق بين الكنيسة وبين دار المطرانية فكان الشعب يريد ان تكون هناك دار للمطرانية يقيم فيه أسقفهم ويليق بابيهم والضيوف الذين يأتون اليه من كل مكان وكلما كانوا يجمعون المال لذلك كان يوزعه على الفقراء والمحتاجين الى أن اقنعه الاب البطريرك بذلك وسمح لاراخنه الفيوم ببناء دار جديدة وعاش بها ما يقرب من 10 سنوات
تم بناء وتجديد حوالى سبعة عشر كنيسة ودير فى عهد القديس الأنبا ابرآم .
اهتم القديس الأنبا ابرآم بالاديرة واهمها
دير الامير تادرس بدسيا +
والذى كان محبوباً له ويقضى به فترات الصوم وأسبوع الآلام
دير الملاك غبريال +
تم بناء كثير من الحجرات فيه
دير العزب +
تم بناء بعض الحجرات واوصى بان يدفن بالدير بداخل كنيسة الشهيد ابى سيفين
اديره الجيزة +
مثل دير طموه ودير الامير تادرس بمنا الامير ودير الأنبا برسوم العريان
دير القديس الأنبا صموئيل +
وهو يعتبر من اديرة الفيوم وقد ساهم القديس فى بدء تجديده بجهد فعال
الاهتمام بالجمعيات والمدارس
الجـمـعـيـات +
لقد اهتم القديس الأنبا ابرآم بانشاء الجمعيات الخيريه لتساهم فى خدمة