الوِبار طائفة ضعيفة، ولكنَّها تضع بيوتها في الصخر" (أمثال 30: 26).
اقرأ: المزمور 62.
تختلف الآراء حول حيوان "الوِبار" المذكور في الأصحاح الثلاثين من سفر الأمثال. إنَّما يعتقد كثيرون من علماء الكتاب المقدَّس الثُقاة أنَّه حيوان برِّي صغير الحجم يعيش في البراري السوريَّة خصوصاً.
فإنْ صحَّ ما يذهب إليه أولئك، فإنَّ قصد الله هو أن يلفت انتباهنا إلى مخلوقٍ صغير غير عاديّ من مخلوقاته الكثيرة.
فالوِبار، أو الوبَر، يعادل حجماً الحيوان المعروف باسم «خنزير غينيا» أو الخنزير الهندي، في أكبر حجم له، إلاَّ أنَّه لا يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأيِّ حيوان آخر معروف. إنَّه يشبه القوارض أو القواضم، ومنهم مَن يصنِّفه باعتباره أرنباً صخريَّاً. وهو معرَّض إلى حدٍّ بعيد جدّاً للهجمات من قِبَل الحيوانات المفترسة. ومن أعدائه الحيّات والنسور والصقور الجوارح والضباع والذئاب والكلاب البرِّية، وغير هذه من صغار الوحوش المفترسة كابن آوى والنِّمس.
إذاَ، كيف يتمكَّن هذا الحيوان الصغير الضعيف من البقاء حيّاً؟ الجواب بسيط: إنَّه يتَّخذ من شقوق الصّخر أو ثقوب الصخور العالية مكاناً يسكنه، وكثيراً ما يجعل بيته أعالي جرف صخريٍّ هاوٍ.
وما أشبهنا نحن بالوِبار! فنحن معرَّضون لأخطار كثيرة. إذ إنَّ المرض والاكتئاب والتجربة الحرب والحوادث والهجران تهدِّد سلامتنا باستمرار. ويا ليتنا نستطيع أن نجد طريقة للاحتماء والبقاء على غرار ذلك الحيوان الصغير! بلى، إنَّنا لَواجِدون! فنحن أيضاً يمكن أن يكون لنا صخر نحتمي فيه، ألا وهو الربُّ الإلَه نفسه (المزمور 2:62). ومع أنَّ اتِّكالنا عليه لا يُعفينا من ضيقات الحياة، فإنَّه يوفِّر الحماية المطلقة لنفوسنا.
فليس سيئاً أن نكون ضعفاء، إن كُنَّا حكماء كفايةً لنلجأ إلى الله.
أ أنت في مآزق أحلاها مُرٌّ جدّاً؟ التجئ إذاً إلى صخر الدهور الأزل