آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص ( أع 16: 31 )
هي قصة من قصص النعمة المخلصة التي اتجهت إلى الأمم. ولقد كانت
رسالة بولس التي كلفه الرب بها عندما التقاه في طريق دمشق هي "لتفتح عيونهم (الأمم) كي يرجعوا من ظلمات إلى نور ومن سلطان الشيطان إلى الله حتى ينالوا بالإيمان بي غفران الخطايا ونصيباً مع المقدسين" ( أع 26: 18 ).
وها نحن أمام قصة تغيير نفس كانت في دياجير الظلام وتحت سطوة الشيطان. وبداية القصة عجيبة، لكن نهايتها بديعة "ونهاية أمر خير من بدايته". فبدايتها تحرير جارية من سلطان الشيطان بأن أمره بولس أن يخرج منها، وكانت المكافأة أن قبض عليه مع رفيقه سيلا وقُدما للولاه فضربوهما بالعصي ومزقوا ثيابهما وأرسلوهما للسجن وأوصوا السجان بهما شراً وهو بدوره ألقاهما في السجن الداخلي ووضع أرجلهما في المقطرة .. هذه هي البداية العجيبة. لكن ما أعظم إلهنا الذي "يُخرج من الآكل أُكلاً ومن الجافي حلاوة". ففي نصف الليل بينما رجلا الله يصليان ويسبحان الله، أرسل إلههما زلزلة خاصة زعزعت أساسات السجن وفكت قيود الجميع. وأمام هذا المشهد امتلأ السجان خوفاً وحيرة ولم يملك عمل شيء إلا الانتحار إذ ظن أن المسجونين هربوا .. ويا له من مسكين. فلم يكن يدري أنه بالسيف سيهرب من عقوبة العدالة الرومانية، لكنه سيواجه مصيراً مُرعباً أبدياً أمام العدالة الإلهية.
ولنصل الآن إلى النهاية البديعة. فقبل أن يصل سيف الحديد إلى رقبته، وصل سيف الروح إلى أذنيه ثم دخل قلبه إذ نادى بولس بصوت عظيم "لا تفعل بنفسك شيئاً ردياً" وكان الصوت الأخير أعظم من صوت الزلزال إذ أُعلن بصورة عملية المحبة الإلهية والرحمة المسيحية، وكان سؤال السجان "ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟" ولعله سؤالك أيضاً قارئي العزيز .. والجواب ما أبسطه: "آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك". لقد أطاع السجان وآمن وخلص وتهلل مع جميع بيته، وظهر الإيمان عملياً في حياته باعتنائه برجلي الله.
ثق أيها العزيز أنك إن آمنت قلبياً ستختبر فرحأً لا يُنطق به ومجيد.
+++
صلوا من اجلي
من طعام وتعزية